مع تزايد اعتماد المستخدمين على روبوتات الدردشة الذكية مثل ChatGPT للبحث عن المعلومات عبر الإنترنت، أصبح من الضروري أن تغير الشركات استراتيجياتها فيما يتعلق بحضورها الرقمي. وهنا يأتي دور ـScrunch AIـ، التي تساعد المؤسسات على تحسين كيفية ظهورها في منصات البحث بالذكاء الاصطناعي، حيث أصبح من المرجح أن تزور الروبوتات الذكية والمساعدات الرقمية مواقع الشركات أكثر من المستخدمين الفعليين.
كيف تعمل Scrunch AI على تحسين ظهور الشركات في البحث؟
تتيح ـ للشركات تحليل وتدقيق طريقة عرض معلوماتها عبر أنظمة البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يمنحها رؤية أوضح حول كيفية تفاعل روبوتات الزحف مع بياناتها على الإنترنت. تعمل المنصة على تحديث البيانات كل ثلاثة أيام، مما يتيح للمؤسسات فهم كيفية تقديم معلوماتها ضمن نتائج البحث بالذكاء الاصطناعي، بناءً على استفسارات العملاء من مختلف الفئات.
سد الفجوات المعلوماتية وتصحيح الأخطاء
وفقًا لـ كريس أندرو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ـScrunch AIـ، تساعد المنصة الشركات على تحديد الفجوات المعلوماتية وتصحيح الأخطاء. على سبيل المثال، قد تكتشف إحدى الشركات أن محركات البحث الذكية تعتمد على معلومات تسعير قديمة منشورة في قسم غير محدث من موقعها، وهنا يأتي دور Scrunch AI لمساعدتها على تحديث أو إزالة المعلومات غير الدقيقة لضمان نتائج بحث أكثر دقة.
التغيير في سلوك المستخدمين نحو البحث الذكي
استلهم أندرو فكرة ـScrunch AIـ عندما لاحظ تحولًا في طريقة بحثه الشخصي على الإنترنت، حيث قال:
أدركت أنني أصبحت أقل زيارةً للمواقع الإلكترونية. كنت أتوقع إجابة مباشرة من ـChatGPTـ بدلاً من البحث بين 20 رابطًا في جوجل. عندها فكرت أن أول عملية يتم الاستعانة بها بالذكاء الاصطناعي على نطاق واسع هي التصفح نفسه، وهو في الأساس عملية غير فعالة. وإذا كان هذا صحيحًا، فإن رحلة العميل بالكامل ستتغير.
بعد طرح فكرته على بعض مديري التسويق (CMOs) الذين عمل معهم، وجد أنهم بدأوا يلاحظون زيادة في عدد الإحالات عالية الجودة التي تأتي من محركات البحث بالذكاء الاصطناعي. ولكن، المفاجأة كانت أن النتائج تختلف بين المنصات المختلفة عند استخدام نفس الاستفسارات المتعلقة بشركاتهم.
لم يعد عرض علامتك التجارية يقتصر على ما تقوله أنت فقط، بل يشمل أيضًا ما تقوله المصادر الخارجية والمواقع المنافسة. لذا، ستحتاج إلى مراقبة دقيقة لهذا الأمر على نطاق واسع.
نمو سريع واستثمارات كبيرة
أطلق أندرو منصة ـScrunch AIـ في خريف 2023، بالشراكة مع روبرت ماكلوي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا. بحلول نوفمبر 2024، تم إطلاق المنتج رسميًا، وتمكنت الشركة من التعاقد مع 25 مؤسسة، من بينها Lenovo، BairesDev، وجامعة Penn State.
ومؤخرًا، حصلت ـScrunch AIـ على تمويل بقيمة 4 ملايين دولار في جولة استثمارية بقيادة Mayfield، إضافةً إلى مجموعة من المستثمرين الملائكيين، من بينهم كلارا شيه (المؤسسة المشاركة لـ Hearsay Systems)، وتي جيه باركر (المؤسس المشارك لـ PillPack)، وبراينت تشو (المؤسس المشارك لـ Webflow).
منافسة متزايدة في مجال تحسين البحث بالذكاء الاصطناعي
لم تكن ـScrunch AIـ الوحيدة التي رأت الفرصة في تحسين ظهور الشركات عبر البحث الذكي. فشركة ـProfoundـ تقدم حلولًا لمراقبة تحسين محركات البحث عبر الذكاء الاصطناعي، من خلال لوحات تحكم تتيح للعلامات التجارية إدخال استفسارات ومتابعة نتائج البحث المختلفة. وقد نجحت في جمع تمويل بقيمة 3.5 مليون دولار لدعم منصتها.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت بعض وكالات التسويق التقليدية مثل Avenue Z في تقديم خدمات تحسين الظهور في البحث الذكي، مما يدل على أن هذا السوق لديه إمكانات هائلة للنمو.
ما الذي يميز Scrunch AI عن المنافسين؟
يرى أندرو أن شركته تتميز بالتركيز على رحلة العميل بالكامل، وليس فقط على كيفية ظهور العلامة التجارية في نتائج البحث الأولية. كما أنها تقدم مقاربة أوسع تتجاوز البحث البشري عبر محركات الذكاء الاصطناعي، لتشمل أيضًا البحث الذي تجريه الروبوتات الذكية نفسها.
الكثير من الشركات تفكر في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين مواقعها الإلكترونية، لكنني أعتقد أن المستقبل يتجه نحو تحسين المواقع بما يناسب الذكاء الاصطناعي نفسه. وهذا بالضبط ما أثبتته تجربتنا مع الشركات الكبرى، حيث لم يعد تعريف العلامة التجارية ما تقوله عنها، بل ما تقوله ChatGPT، Gemini، Siri، وGoogle AI Overviews عنها.
