دخلت شركة Perplexity رسميًا إلى مضمار البحث المتعمّق في الذكاء الاصطناعي، بعد أن كشفت عن ميزة Deep Research الجديدة، لتنافس بذلك عمالقة القطاع مثل Google وOpenAI، واللذين أطلقا ميزات مماثلة في الأشهر الأخيرة.
الميزة الجديدة تهدف إلى تقديم إجابات دقيقة وموثّقة بمصادر موثوقة، ما يجعلها مناسبة للأبحاث المتخصصة مقارنةً بالمساعدات الذكية التقليدية. ووفقًا لما نشرته Perplexity في مدونتها الرسمية، فإن هذه الأداة “تتفوق في إنجاز المهام على المستوى الاحترافي، بدءًا من تحليل الأسواق المالية والتسويق، وصولًا إلى أبحاث المنتجات”.
كيف تعمل أداة Deep Research؟
الميزة الجديدة متاحة حاليًا عبر الويب، مع خطط لإطلاقها قريبًا على Mac وiOS وAndroid. لاستخدامها، يختار المستخدم خيار “Deep Research” من القائمة عند إرسال استفساره، ليتم بعدها إنشاء تقرير تفصيلي يمكن تصديره كملف PDF أو مشاركته عبر منصة Perplexity Pages.
تعتمد الأداة على البحث التكراري، حيث تقوم بمسح المصادر، وقراءة المستندات، والتحليل التدريجي، تمامًا كما يفعل الباحث البشري عند استكشاف موضوع جديد.
تفوق على المنافسين.. ولكن؟
وفقًا لنتائج اختبار Humanity’s Last Exam، وهو معيار لقياس أداء الذكاء الاصطناعي في الأسئلة المتقدمة، سجّلت أداة Deep Research من Perplexity نسبة 21.1%، متفوقةً على معظم النماذج الأخرى مثل:
Gemini Thinking من Google بنسبة 6.2%
Grok-2 من X بنسبة 3.8%
GPT-4o من OpenAI بنسبة 3.3%
ومع ذلك، لم تتمكن الأداة من التفوق على Deep Research من OpenAI، الذي سجل 26.6%.
السعر والسرعة: عوامل تميّز Perplexity
أحد أبرز مزايا Deep Research من Perplexity هو أنه متاح مجانًا، مع حد معين للاستخدام اليومي لغير المشتركين، بينما يحصل المشتركون المدفوعون على استفسارات غير محدودة. في المقابل، تتطلب أداة OpenAI اشتراكًا بقيمة 200 دولار شهريًا.
كذلك، تتميّز أداة Perplexity بسرعة تنفيذ المهام، إذ تستغرق أقل من 3 دقائق لإنجاز البحث، مقارنةً بـ 5 إلى 30 دقيقة مع أداة OpenAI.
مقارنة بين اللاعبين الكبار في سباق البحث العميق
عند مقارنة حلول البحث المتعمّق المختلفة، يمكن تلخيص الفروقات الأساسية على النحو التالي:
Perplexity AI: الأفضل من حيث السرعة وسهولة الوصول للباحثين العاديين.
OpenAI: يتفوّق في التحليل العميق ويستهدف الشركات الكبرى.
Google: يدمج البحث مع أنظمة الإنتاجية بسلاسة.
هل يغيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل البحث؟
رغم المزايا العديدة لهذه الأدوات، إلا أن بعض المحللين يحذرون من المخاطر المحتملة. وفقًا لتقرير نشرته The Economist، فإن “الاعتماد الكامل على مساعد ذكي قد يقلل من فرص التفكير الإبداعي وإنتاج الأفكار الجديدة”، كما أن هذه الأدوات غالبًا ما تعتمد على مصادر متاحة بسهولة، ما قد يؤثر على دقة البحث.
مع استمرار التطور في هذا المجال، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الباحثين البشريين؟ أم أنه مجرد أداة مساعدة تعزز من كفاءتهم؟
