في معرض GTC لهذا العام، احتلت NVIDIA مدينة سان خوسيه، حيث تجمع أكثر من 25,000 مشارك في مركز المؤتمرات، مما جعل الأماكن مزدحمة لدرجة أن الحضور كان يضطر للجلوس على الأرض أو الاستناد إلى الجدران. وكان هذا العرض الملحمي جزءًا من إستراتيجية NVIDIA لإثبات أنها لا تزال متفوقة في عالم الذكاء الاصطناعي، رغم التحديات التي تواجهها.
NVIDIA الآن في صدارة العالم التكنولوجي، تتمتع بأرباح قياسية وهوامش ربح مرتفعة، ولا يوجد منافسون جادون لها حتى الآن. ولكن الأشهر القادمة تحمل مخاطر غير مسبوقة، مع فرض الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات القادمة من تايوان، وظهور شركات منافسة مثل DeepSeek، بالإضافة إلى تغير أولويات كبار العملاء في مجال الذكاء الاصطناعي.
تصريحات جينسن هوانغ:
خلال كلمة الافتتاح في GTC 2025، سعى الرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA، جينسن هوانغ، إلى بث الثقة بين الحضور، حيث كشف عن شريحة جديدة من الرقائق، وأجهزة كمبيوتر شخصية فائقة القوة، بالإضافة إلى روبوتات لطيفة للغاية. كانت هذه الخطوة بمثابة حملة دعائية واسعة للطمأنينة للمستثمرين الذين أصيبوا بالذعر نتيجة لتراجع أسهم NVIDIA.
انتعاش الطلب على الذكاء الاصطناعي:
أشار هوانغ إلى أن “العالم كله كان مخطئًا” عندما اعتقد أن الطلب على الرقائق الخاصة بالذكاء الاصطناعي سيتراجع. في وقت سابق من العام، أطلقت DeepSeek، وهي مختبر صيني في مجال الذكاء الاصطناعي، نموذجًا جديدًا عالي الكفاءة يسمى R1، مما أثار مخاوف بين المستثمرين من أن NVIDIA قد تفقد احتكارها لهذا المجال. ومع ذلك، أصر هوانغ على أن النماذج التي تتطلب طاقة عالية ستؤدي إلى زيادة الطلب على رقائق NVIDIA، وليس العكس.
المنافسة المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي:
واجهت NVIDIA خلال المعرض منافسة شديدة من الشركات الناشئة مثل Cerebras و Groq، بالإضافة إلى مزودي الأجهزة السحابية منخفضة التكلفة. كل من الشركات الكبرى مثل AWS و جوجل و مايكروسوفت تعمل حاليًا على تطوير رقائق مخصصة لعمليات الاستدلال أو التدريب على الذكاء الاصطناعي.
التوترات الجمركية والآفاق الاقتصادية:
أوضح هوانغ أن الرسوم الجمركية الأمريكية على تايوان لن تؤثر بشكل كبير في المدى القصير، لكن الشركة لم تقدم ضمانات بشأن التأثيرات الاقتصادية الطويلة الأمد. كما أشار إلى أن NVIDIA ستستثمر مئات المليارات من الدولارات في التصنيع داخل الولايات المتحدة في محاولة للتوسع وتنويع سلاسل الإمداد.
استثمارات جديدة في الحوسبة الكمومية:
بجانب رقائق الذكاء الاصطناعي، سعت NVIDIA إلى توسيع استثماراتها في الحوسبة الكمومية، وهو مجال كان قد تجاهله سابقًا. وأعلن هوانغ عن افتتاح مركز جديد في بوسطن يسمى NVAQC، والذي سيعمل بالتعاون مع شركات هاردوير و سوفت وير رائدة.
**الكمبيوتر الشخصي في عصر الذكاء الاصطناعي:
على المدى القريب، تروج NVIDIA لـ “الكمبيوترات الفائقة الشخصية” التي تعد مصدر دخل جديد. تم إطلاق جهاز DGX Spark و DGX Station، حيث تهدف هذه الأجهزة إلى تمكين المستخدمين من بناء نماذج الذكاء الاصطناعي وتجربتها بسهولة. ورغم أن هذه الأجهزة غير رخيصة، إلا أن هوانغ أكد أن هذه هي الكمبيوترات التي ستشكل المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
