إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي: حرية فكرية بلا قيود؟أعلنت شركة أوبن إيه آي عن تغيير جوهري في طريقة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مؤكدة التزامها بمبدأ “الحرية الفكرية”، بغض النظر عن مدى حساسية أو جدلية الموضوعات المطروحة.نتيجة لهذا التغيير، سيصبح بإمكان ChatGPT الإجابة عن عدد أكبر من الأسئلة، وتقديم وجهات نظر أكثر تنوعًا، وتقليل قائمة الموضوعات التي يرفض التفاعل معها.ورغم أن هذه الخطوة قد تبدو محاولة للتقارب مع إدارة ترامب الجديدة، إلا أنها أيضًا جزء من تحوّل أوسع في سيليكون فالي حول مفهوم “أمان الذكاء الاصطناعي”.—معايير جديدة: لا للتحريف أو الإخفاءفي تحديث حديث لوثيقة Model Spec—والتي تمتد على 187 صفحة وتحدد كيفية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي—أضافت أوبن إيه آي مبدأً توجيهيًا جديدًا: “عدم الكذب، سواء بتقديم معلومات غير صحيحة أو بحجب السياق المهم.”تحت قسم جديد بعنوان “البحث عن الحقيقة معًا”، تؤكد الشركة أنها تريد من ChatGPT أن يظل محايدًا، حتى لو اعتبر بعض المستخدمين أن هذا النهج غير أخلاقي أو مسيء. بمعنى آخر، سيوفر الروبوت وجهات نظر متعددة حول القضايا المثيرة للجدل، دون تبني موقف محدد.على سبيل المثال، تؤكد أوبن إيه آي أن ChatGPT يجب أن يذكر عبارة “حياة السود مهمة”، ولكن أيضًا “كل الأرواح مهمة”، وذلك في محاولة لتقديم سياق شامل دون الانحياز لطرف معين.لكن هل يمكن أن يكون الحياد ذاته موقفًا سياسيًا؟—هل تواجه أوبن إيه آي اتهامات بالرقابة؟على مدار الأشهر الماضية، تعرضت أوبن إيه آي لانتقادات من شخصيات محافظة بارزة، مثل ديفيد ساكس ومارك أندريسن وإيلون ماسك، الذين زعموا أن الشركة تفرض رقابة على الذكاء الاصطناعي.تعود جذور الجدل إلى ديسمبر الماضي، عندما انتشر منشور على منصة X يُظهر رفض ChatGPT كتابة قصيدة تمدح دونالد ترامب، بينما وافق على فعل ذلك لجون بايدن.ورغم أن الرئيس التنفيذي سام ألتمان أقر بأن هناك “قصورًا” في توازن النموذج، إلا أن الشركة تنفي تمامًا أن هذه التغييرات جاءت تحت ضغط سياسي. وتؤكد أن “حرية الفكر” كانت دائمًا من مبادئها الأساسية، وأنها تمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم في التجربة.لكن هل هذا كافٍ لإقناع المنتقدين؟—حرية التعبير أم نشر المعلومات دون ضوابط؟تواجه شركات التكنولوجيا الكبرى، من منصات الأخبار إلى وسائل التواصل الاجتماعي، معضلة مستمرة: كيف تنقل المعلومات للجمهور بطريقة موضوعية ودقيقة وجذابة؟ولكن بالنسبة لمزودي الذكاء الاصطناعي، فإن المشكلة أكثر تعقيدًا: كيف يمكن إنتاج إجابات تلقائية لأي سؤال دون تبني مواقف تحريرية؟مع التزام أوبن إيه آي بإظهار جميع وجهات النظر، فإن ذلك يعني بطبيعة الحال أنها قد تعرض محتوى مثيرًا للجدل، بما في ذلك نظريات المؤامرة أو الحركات المتطرفة أو القضايا الجيوسياسية الشائكة.وهذا يطرح تساؤلًا أكبر: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون محايدًا حقًا؟—تحولات في وادي السيليكونالتغييرات التي تجريها أوبن إيه آي تتزامن مع تحولات أوسع في سياسات شركات التكنولوجيا الكبرى.فقد اتخذ مارك زوكربيرغ مؤخرًا نهجًا أكثر انفتاحًا تجاه حرية التعبير في ميتا، وأشاد بإيلون ماسك لطريقة تعامله مع المحتوى على منصة X. كما قامت جوجل وأمازون وإنتل بتقليص مبادرات التنوع والمساواة، وهو ما قد يعكس تحوّلًا عامًا بعيدًا عن السياسات التقدمية التي سيطرت على وادي السيليكون لعقود.أما بالنسبة لأوبن إيه آي، فإن تحالفها المحتمل مع إدارة ترامب قد يكون مدفوعًا بمشاريعها الطموحة، مثل مشروع Stargate، وهو مركز بيانات بقيمة 500 مليار دولار، والذي قد يصبح أكبر مشروع للبنية التحتية في الولايات المتحدة.ومع تنافس ChatGPT للإطاحة بمحرك جوجل كمصدر رئيسي للمعلومات، فإن تقديم “الإجابات الصحيحة” سيكون عنصرًا حاسمًا في هذا السباق.—هل نحن أمام عصر جديد من الذكاء الاصطناعي؟مع تغييراتها الأخيرة، تُعيد أوبن إيه آي تعريف مفهوم “أمان الذكاء الاصطناعي”، حيث يبدو أن السماح للذكاء الاصطناعي بالحديث عن كل شيء قد يُعتبر أكثر مسؤولية من فرض قيود على المحتوى.لكن يبقى السؤال: هل هذا يعني مزيدًا من الشفافية أم مجرد تحول في موازين القوة؟الزمن وحده سيكشف الإجابة.
جوجل جيمني الآن يقدم “الإيصالات” في محادثات الذكاء الاصطناعي
أعلنت جوجل عن ميزة جديدة في روبوت المحادثة الذكي “جيمني”، تتيح له تذكر المحادثات السابقة والتفاعل بناءً عليها.…