يبدو أن محرك البحث جوجل في طريقه ليصبح أكثر ذكاءً من أي وقت مضى. حيث أعلن ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لجوجل، في إعلان الأرباح الأخير أن الشركة تمر “برحلة” نحو دمج الذكاء الاصطناعي في البحث بشكل أعمق. كانت البداية مع ملخصات الذكاء الاصطناعي (AI Overviews)، وهي خطوة أساسية أثارت الجدل حول كيفية تقديم المعلومات لمليارات المستخدمين.
ولكن هذه كانت مجرد البداية.
مستقبل البحث مع الذكاء الاصطناعي
قال بيتشاي في حديثه:
“مع استمرار الذكاء الاصطناعي في توسيع نطاق الاستفسارات التي يمكن للأشخاص طرحها، سيكون عام 2025 أحد أكبر الأعوام في تاريخ ابتكار البحث.”
الهدف النهائي: محرك بحث كمساعد ذكي
خلال المكالمة، كشف بيتشاي عن الخطوة التالية لجوجل، حيث تخطط الشركة لإضافة ميزات ذكاء اصطناعي جديدة إلى البحث، مستفيدة من تقنيات DeepMind، ذراعها البحثي المتقدم. الهدف النهائي لجوجل هو تحويل محرك البحث إلى مساعد ذكاء اصطناعي متكامل، قادر على تصفح الإنترنت نيابة عن المستخدم، وتحليل الصفحات، وإيجاد الإجابات مباشرة، مما يجعله أكثر من مجرد محرك بحث يعرض عشرة روابط زرقاء.
تسريع التطور بعد ChatGPT
هذه الخطوة تأتي بعد أن فوجئت جوجل بإطلاق ChatGPT من OpenAI في 2022، مما دفعها إلى تسريع تطوير تقنياتها لمواكبة التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي.
مشاريع جوجل في البحث
عندما سُئل بيتشاي عن مستقبل البحث والذكاء الاصطناعي، أشار إلى مشروع “Astra” من DeepMind، وهو نظام ذكاء اصطناعي متعدد الوسائط يمكنه معالجة الفيديو المباشر من الكاميرات أو شاشات الكمبيوتر والإجابة على أسئلة المستخدمين حول ما يراه في الوقت الفعلي.
ولا تقتصر خطط جوجل على البحث فقط، إذ تسعى الشركة لاستخدام Project Astra في منتجات أخرى، مثل نظارات الواقع المعزز الذكية التي تطور لها جوجل نظام تشغيل مخصصًا.
“Gemini Deep Research” والذكاء الاصطناعي للبحث
إضافةً إلى ذلك، تعمل الشركة على تطوير “Gemini Deep Research”، وهو وكيل ذكاء اصطناعي يمكنه إنشاء تقارير بحثية متكاملة في دقائق، مما يغير طريقة استخدام الناس لمحرك البحث التقليدي. بدلاً من أن يقوم المستخدم بجمع المعلومات يدويًا، يمكن لجوجل إجراء البحث نيابة عنه.
تصفح المواقع نيابة عن المستخدم
أشار بيتشاي أيضًا إلى مشروع “Project Mariner”، والذي يمكنه تصفح واجهات المواقع نيابة عن المستخدم، مما قد يجعل زيارة المواقع أمرًا غير ضروري لبعض المهام.
هل سيتحول البحث إلى تجربة شبيهة بالمحادثة؟
تطرق بيتشاي إلى إمكانية تعزيز التفاعل بين المستخدم ومحرك البحث من خلال أسئلة متابعة، مما قد يجعل البحث أشبه بـ دردشة ذكية بدلاً من مجرد محرك بحث تقليدي.
“أعتقد أن منتج البحث سيتطور أكثر، فكلما جعلناه أكثر تفاعلية وسهولة في طرح الأسئلة، زادت فرص النمو.”
تحديات إدماج الذكاء الاصطناعي في البحث
على الرغم من طموحات جوجل، لم تكن البداية سهلة. عند إطلاق ملخصات الذكاء الاصطناعي (AI Overviews) على نطاق واسع، تعرضت جوجل لانتقادات حادة بعد أن قدمت نتائج غير دقيقة وغريبة، مثل اقتراحات تدعو إلى أكل الصخور أو وضع الصمغ على البيتزا!
واعترفت جوجل حينها بأن الذكاء الاصطناعي في البحث لا يزال بحاجة إلى تحسينات. ومع ذلك، يبدو أن الشركة ماضية في خططها، مصممة على جعل البحث أكثر ذكاءً، وأكثر تفاعلية، وأشبه بمساعد شخصي رقمي قادر على تصفح الإنترنت بدلاً من المستخدم، وتقديم إجابات جاهزة بدلًا من مجرد روابط.