دراسة من MIT تفنّد الادعاء بأن الذكاء الاصطناعي يمتلك “قيمًا”

انتشرت مؤخرًا دراسة تزعم أن تطور الذكاء الاصطناعي قد يجعله يطوّر منظومة “قيم ذاتية” تجعله يفضّل مصلحته على مصلحة البشر. لكن فريقًا من معهد MIT دحض هذا الادعاء، مؤكدًا أن النماذج الحالية لا تملك قيمًا واضحة أو ثابتة.
شارك الان

انتشرت مؤخرًا دراسة تزعم أن تطور الذكاء الاصطناعي قد يجعله يطوّر منظومة “قيم ذاتية” تجعله يفضّل مصلحته على مصلحة البشر. لكن فريقًا من معهد MIT دحض هذا الادعاء، مؤكدًا أن النماذج الحالية لا تملك قيمًا واضحة أو ثابتة.

يرى الباحثون أن محاولة “مواءمة” الذكاء الاصطناعي، أي توجيهه ليعمل بطريقة موثوقة ومستقرة، تُعد أكثر تعقيدًا مما يُعتقد. فالنماذج المتقدمة تُقلّد وتُهلوس، مما يجعل سلوكها غير قابل للتنبؤ في كثير من الأحيان.

صرّح ستيفن كاسبر، طالب دكتوراه في MIT، قائلًا:
“النماذج لا تتّبع ثباتًا في السلوك أو قابلية للتوجيه كما يظن البعض. يمكننا ملاحظة تفضيلات مؤقتة تظهر وفق ظروف معينة، لكن لا يصح تعميم ذلك على أنها قيم داخلية.”

فحص نماذج من شركات رائدة

اختبر الباحثون نماذج من شركات مثل:

  • Meta
  • Google
  • Mistral
  • OpenAI
  • Anthropic

وحللوا ما إذا كانت هذه النماذج تُظهر توجهات واضحة (مثل الفردانية أو الجماعية)، ومدى تمسكها بها عند تغيير الأسئلة أو السياقات. كما اختبروا ما إذا كان يمكن “توجيه” هذه الآراء وتعديلها بسهولة.

كشفت النتائج أن النماذج تغيّر مواقفها بشكل كبير تبعًا لصياغة الأسئلة. لم يُظهر أي نموذج اتساقًا حقيقيًا في تفضيلاته أو مواقفه.

قال كاسبر:
“لاحظتُ أن هذه النماذج غير مستقرة في آرائها. في الواقع، أعتقد أنها غير قادرة أساسًا على تمثّل القيم البشرية.”

النماذج تقلّد ولا تفكر

استنتج كاسبر من البحث أن الذكاء الاصطناعي لا يعمل كنظام يملك معتقدات. بل يعتمد على تقليد النصوص السابقة دون إدراك حقيقي لما يقوله.

“هذه النماذج مقلدات، لا مفكرات. تقول أشياء متناقضة، وتُنتج محتوى سطحيًا أحيانًا بلا معنى”، حسب تعبيره.

باحث مستقل يدعم النتائج

مايك كوك، باحث في الذكاء الاصطناعي بجامعة كينغز لندن، أيّد نتائج الدراسة رغم أنه لم يشارك فيها. وأشار إلى أن البعض يبالغ في إعطاء صفات بشرية للذكاء الاصطناعي.

قال كوك:
“النموذج لا يمكنه رفض تغيير قيمه. من يفترض غير ذلك، يُسقِط مشاعره على خوارزمية. الأمر كله يتوقف على طريقة وصفنا لما يحدث.”

وأضاف:

“هل تسعى النماذج لتحقيق أهداف؟ أم أنها تكتسب قيمًا؟ الفرق يكمن في الأسلوب اللغوي، لا في الواقع العلمي.”

شارك الان