أعلنت شركة Intel Capital، الذراع الاستثماري لشركة Intel، عن نيتها الانفصال رسميًا عن الشركة الأم لتبدأ مشوارها كشركة استثمار مستقلة، وهو القرار الذي فاجأ الأوساط التقنية بعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل المشترك.
نهاية حقبة… وبداية جديدة
تأسست Intel Capital في عام 1991، وتُعد واحدة من أولى صناديق الاستثمار الجريء المؤسسي في العالم. ساهمت في تمويل قرابة 2000 شركة ناشئة، من بينها شركات بارزة مثل:
- DocuSign
- MongoDB
- Hugging Face
لكن وفقًا لـ مارك روستيك، نائب الرئيس والمدير العام في Intel Capital، فإن هذا التحول يمثل فرصة استراتيجية جديدة، تتيح للفريق الحفاظ على ما كانوا يتمتعون به كذراع استثماري لشركة كبرى، مع اكتساب المرونة اللازمة للتحرك بشكل أسرع في عالم رأس المال الجريء.
من مستشار قانوني إلى رأس المال الجريء
انضم روستيك إلى الشركة عام 1999، بعدما نصحته صديقة له تعمل هناك بأن يجرب حظه. قال:
“كنت مستعدًا لفعل أي شيء، حتى تنظيف الأرضيات، لأصبح جزءًا من هذا الفريق.”
اليوم، وبعد أكثر من 20 عامًا، شارك روستيك في استثمارات تتجاوز 20 مليار دولار، وشهد أكثر من 700 عملية خروج ناجحة لشركات ناشئة ضمن محفظة الشركة.
الاستقلال… خيارٌ طال انتظاره
رغم أن فكرة الانفصال ليست جديدة، إلا أن المناقشات أخذت منحى جديًا بداية عام 2024. وبحلول خريف العام نفسه، بدأت الخطط تتبلور بوضوح، وشرع كل من روستيك وأنتوني لين (رئيس Intel Capital) في تهيئة الفريق لهذه الخطوة.
قال روستيك:
“نشعر أن سجلنا الاستثماري يستحق جذب المستثمرين الخارجيين. لقد نجحنا في تحقيق عوائد حتى في أوقات تراجعت فيها معدلات الخروج في السوق.”
وأشار إلى أن نجاح شركة Astera Labs ساعد في دعم هذا التوجه. فقد استثمرت Intel Capital فيها عام 2018، وطرحت للاكتتاب العام في مارس 2024 بقيمة 5.5 مليار دولار. واليوم تبلغ قيمتها السوقية 9.8 مليار دولار.
سوق استثمارية راكدة… ولكن Intel Capital تلمع
رغم أن إجمالي الخروج من الاستثمارات المدعومة بالمخاطر في الولايات المتحدة العام الماضي بلغ 149.2 مليار دولار، أي أقل بكثير من عام 2019 (312 مليار دولار)، إلا أن Intel Capital أثبتت قدرتها على تحقيق نجاحات استثنائية في هذا السوق الضعيف.
انشقاقات داخلية… أم إعادة تشكيل؟
من غير المؤكد أن جميع أعضاء الشركة وافقوا على هذا التوجه الجديد. فبحسب Axios، شهدت الشركة رحيل عدد من المديرين المخضرمين مثل:
- مارك لايدن
- آرون شيتي
- شون دويل
- تامي سمورينسكي
جميعهم قضوا أكثر من 20 عامًا في الشركة. إلا أن المتحدث باسم Intel Capital نفى أن تكون هذه الانسحابات مرتبطة بالتحول الجديد.
اضطرابات في إنتل الأم
جاء هذا الانفصال أيضًا في ظل تغييرات داخل شركة Intel نفسها. فقد تقاعد الرئيس التنفيذي بات غيلسنجر فجأة في ديسمبر، بينما تعثرت خطة افتتاح مصنع الرقائق في أوهايو، وتراجعت الشركة عن إطلاق شريحة الذكاء الاصطناعي Falcon Shores.
تم تعيين ليب-بو تان كرئيس تنفيذي جديد وسط توقعات بتغييرات جذرية في استراتيجية الشركة.
ما بعد الاستقلال
من المقرر أن تُصبح Intel Capital مستقلة بشكل كامل خلال الربع الثالث من عام 2025، وفقًا لروستيك. ورغم الانفصال، ستحتفظ Intel بدورها كمستثمر رئيسي (Anchor LP).
سيواصل الكيان الجديد التركيز على الاستثمار في المراحل المبكرة في مجالات مثل:
- الذكاء الاصطناعي
- الحوسبة السحابية
- الأجهزة التقنية
- التقنيات المتقدمة
وقال روستيك:
“لقد ناقشنا فكرتنا مع مستثمرين محتملين، وتلقينا ردود فعل إيجابية. نحن نعلم أن الرحلة لن تكون سهلة، لكننا مستعدون لها.”
الخطط مستمرة كالمعتاد
حتى اكتمال عملية التحول، ستواصل الشركة العمل بنفس النهج، بحسب ما أكده روستيك:
“نواصل الاستثمار في الفرص الجديدة، وندير المحفظة بشكل نشط، سواء عبر تمويلات إضافية أو عمليات خروج. وسننتقل بسلاسة نحو المرحلة المقبلة دون تغيير في الوتيرة.”
