ابتكر مطور مجهول الهوية أداة تُعرف باسم SpeechMap لاختبار مدى انفتاح نماذج الذكاء الاصطناعي على حرية التعبير. تستهدف الأداة أنظمة مثل ChatGPT من OpenAI وGrok من شركة xAI التابعة لـ إيلون ماسك. وتهدف إلى قياس كيفية تفاعل هذه النماذج مع المواضيع المثيرة للجدل، مثل الانتقادات السياسية وحقوق الإنسان.
الجدل حول التحيز السياسي في الذكاء الاصطناعي
وجه بعض المقربين من الرئيس السابق دونالد ترامب، مثل إيلون ماسك وديفيد ساكس، اتهامات لهذه النماذج بأنها تميل إلى قمع الآراء المحافظة. وقد ساهم هذا الجدل في دفع بعض شركات الذكاء الاصطناعي إلى مراجعة آلية استجابة النماذج الخاصة بها.
تعديلات الشركات على نماذجها
لم تصدر الشركات ردودًا مباشرة على هذه الانتقادات، لكنها بدأت فعليًا بتعديل نماذجها. على سبيل المثال، أعلنت Meta أنها قامت بتحديث نماذج Llama لتجنب تفضيل وجهات نظر على أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، تعهدت OpenAI بجعل نماذجها أكثر حيادية عبر تقديم وجهات نظر متعددة حول القضايا السياسية والاجتماعية.
آلية عمل أداة SpeechMap
تعتمد SpeechMap على نماذج ذكاء اصطناعي تقوم بدور “القاضي”، حيث تُقيّم استجابات نماذج أخرى بناءً على مجموعة من الأسئلة المصممة بعناية. تغطي هذه الأسئلة موضوعات متنوعة مثل السياسة والتاريخ والرموز الوطنية.
يُصنّف التفاعل مع الأسئلة إلى ثلاث فئات: إجابات مباشرة، مراوغة، أو رفض كامل.
أشار المطور إلى وجود بعض التحديات، مثل احتمالية انحياز نماذج التقييم أو وقوع أخطاء من مزودي الخدمة.
ومع ذلك، فإن النتائج توفر رؤى مهمة حول أداء هذه النماذج.
نتائج تكشف تفاوتًا واضحًا
أظهرت بيانات SpeechMap أن نماذج OpenAI أصبحت أقل تجاوبًا مع الأسئلة السياسية بمرور الوقت.
في المقابل، ظهر نموذج Grok 3 كأكثر النماذج استجابة؛ حيث أجاب على 96.2٪ من الأسئلة، بينما بلغ المتوسط العالمي حوالي 71.3٪ فقط.
Grok 3… النموذج الأكثر جرأة
صوّر إيلون ماسك نموذج Grok منذ إطلاقه كونه أكثر انفتاحًا وجرأة من منافسيه.
وأوضح أنه صُمم للإجابة على الأسئلة المثيرة للجدل التي تتفاداها النماذج الأخرى.
ومع مرور الوقت، تطور Grok 3 ليصبح أكثر صراحة، حيث أظهر قدرة عالية على الرد، حتى عند استخدام لغة بذيئة أو تناول مواضيع سياسية حساسة.
وقد أرجع ماسك التحيز السابق في نماذج Grok إلى طبيعة بيانات التدريب، وتحديدًا اعتمادها على محتوى الإنترنت العام.
على الرغم من بعض الإخفاقات، مثل حجب انتقادات تمس ترامب أو ماسك نفسه، إلا أن النموذج الحالي يبدو أكثر توازنًا في الطرح.
ما الذي تخبرنا به هذه النتائج؟
تشير نتائج SpeechMap إلى وجود فروقات جوهرية في تعامل كل نموذج مع مواضيع الحرية والرأي.
وبالتالي، تفتح الأداة الباب أمام نقاش أوسع حول دور الذكاء الاصطناعي في صياغة الخطاب العام، ومن يتحكم في حدود ما يُقال وما يُمنع.