...

آلة الرقابة الصينية المدعومة بالذكاء الاصطناعي: تسريب يكشف 133 ألف محاولة لقمع الرأي

نداء استغاثة من ريف الصين حول الفقر، تقرير صحفي عن مسؤول فاسد بالحزب الشيوعي، وشكوى من رجال شرطة يبتزون رواد الأعمال… هذه مجرد عينات من 133,000 محتوى تم تغذيته لنموذج لغوي ضخم يستخدم في رصد وحظر المحتوى الذي تعتبره السلطات الصينية “حساسً
شارك الان

بيانات مسربة تكشف عن تطوير الصين لنظام ذكاء اصطناعي متطور يرصد المحتوى الحساس على الإنترنت

نداء استغاثة من ريف الصين حول الفقر، تقرير صحفي عن مسؤول فاسد بالحزب الشيوعي، وشكوى من رجال شرطة يبتزون رواد الأعمال…
هذه مجرد عينات من 133,000 محتوى تم تغذيته لنموذج لغوي ضخم يستخدم في رصد وحظر المحتوى الذي تعتبره السلطات الصينية “حساسًا”.

قاعدة بيانات مسربة اطلعت عليها TechCrunch، كشفت أن الصين طوّرت نظام ذكاء اصطناعي يعزز قدرتها الرقابية، ويتجاوز المحرمات التقليدية مثل الحديث عن مجزرة تيانانمين، ليشمل مواضيع سياسية واجتماعية وعسكرية.


تأكيد من باحث بجامعة بيركلي: النظام أداة لقمع التعبير

أكد شياو تشيانغ، الباحث في جامعة كاليفورنيا بيركلي، أن البيانات تمثل دليلًا واضحًا على أن السلطات الصينية أو جهات تابعة لها تستثمر الذكاء الاصطناعي في تعزيز القمع.

على عكس أدوات الرقابة التقليدية التي تعتمد على فلاتر كلمات ومراجعة يدوية، فإن تدريب نموذج لغوي ضخم على تعليمات رقابية يجعل الرقابة أكثر دقة وكفاءة“، حسبما صرّح شياو لـ TechCrunch.


البيانات متاحة على الإنترنت

عثر الباحث الأمني NetAskari على قاعدة البيانات في خادم مفتوح على منصة بايدو، دون حماية، مما سمح له بمشاركة عينة مع TechCrunch.
رغم أن الخادم مملوك لشركة مشهورة، لا يوجد دليل على تورط بايدو أو شركة Elasticsearch في الأمر.

وتشير السجلات إلى أن آخر تحديث للبيانات جرى في ديسمبر 2024، مما يدل على أن المشروع لا يزال حديثًا.


نموذج ذكاء اصطناعي لرصد المعارضة

النظام يعمل بأسلوب مشابه لأوامر ChatGPT، حيث يتم توجيه النموذج لتحليل ما إذا كان النص يحتوي على مواضيع “حساسة” تتعلق بـ السياسة أو الحياة الاجتماعية أو الجيش.

من أولويات النظام:

  • فضائح التلوث الغذائي
  • الاحتيال المالي
  • الاحتجاجات العمالية
  • أي محتوى سياسي ساخر، خصوصًا ما يشبّه الرموز السياسية الحالية بشخصيات تاريخية
  • كل ما يتعلق بـ تايوان أو التحركات العسكرية

🔴 الكلمة المفتاحية “تايوان” ظهرت أكثر من 15,000 مرة في البيانات.


عينات من المحتوى المستهدف

من بين 133,000 نص تم تدريبه على رصده، رصدت TechCrunch 10 أمثلة بارزة، منها:

  • منشور لرجل أعمال يشكو من فساد الشرطة المحلية.
  • تقرير عن فقر المناطق الريفية، وترك المدن للمسنين والأطفال فقط.
  • خبر عن طرد مسؤول بالحزب الشيوعي بسبب الفساد والإيمان بالخرافات.
  • تعليق عن القدرات العسكرية لتايوان وطائرة حربية صينية جديدة.
  • استخدام المثل الشعبي “عندما تسقط الشجرة، تتفرق القردة” للتلميح إلى تقلبات السلطة.

هدف النظام: توجيه الرأي العام

تشير الوثائق إلى أن النظام مُعدّ لأغراض “العمل على الرأي العام“، وهو مصطلح تستخدمه إدارة الفضاء السيبراني الصينية (CAC) في سياق الرقابة والدعاية.

وبحسب مايكل كاستر، مدير برنامج آسيا في منظمة Article 19، فإن هذا النظام موجه لتحقيق هدف واضح:

حماية الرواية الرسمية للحكومة الصينية، والتخلص من أي وجهات نظر بديلة.”

الرئيس الصيني شي جين بينغ وصف الإنترنت بأنه “خط المواجهة الأول في معركة الرأي العام“.


الذكاء الاصطناعي في خدمة القمع

تقرير حديث من OpenAI كشف عن استخدام جهات يُشتبه أنها صينية لنماذج ذكاء اصطناعي لرصد منشورات حقوق الإنسان على مواقع التواصل، وتمريرها للسلطات.

كما تم رصد استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تعليقات هجومية ضد المعارض البارز كاي شيا.

“إن أدوات الرقابة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة، مما يجعل السيطرة على النقاشات العامة أكثر تقدمًا”، حسب الباحث شياو.

نماذج مثل DeepSeek، التي أثارت جدلًا واسعًا بين المستخدمين عند حجبها التلقائي لكلمات مثل “مجزرة تيانانمين”، تُعتبر مثالًا حيًا على هذه التطورات.

شارك الان
Seraphinite AcceleratorOptimized by Seraphinite Accelerator
Turns on site high speed to be attractive for people and search engines.