مايكروسوفت تعمل حاليًا على مشروع بحثي جديد يهدف إلى تقييم مدى تأثير الأمثلة التدريبية (مثل الصور والنصوص) على المحتوى الذي تُنتجه نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
المشروع يربط نتائج النماذج بمصادرها الأصلية
عرضت الشركة تفاصيل هذا المشروع في إعلان توظيف نُشر في ديسمبر، أعيد تداوله مؤخرًا على LinkedIn.
يسعى الفريق إلى تدريب النماذج بطريقة تسمح بقياس مدى تأثير بيانات محددة – مثل الكتب أو الصور – على النتائج التي تنتجها هذه النماذج لاحقًا.
قالت الشركة في الإعلان:
“نريد بناء نماذج تتيح لنا معرفة كيف ساهمت بيانات معينة في إنشاء النتائج، مما يمكّننا من تعويض المساهمين أو منحهم التقدير المستحق.”
المساهمة في البيانات… تستحق التقدير والمكافأة
تسعى مايكروسوفت من خلال هذا المشروع إلى الاعتراف بمقدمي البيانات، سواء كانوا فنانين، كُتّابًا، أو مطورين.
ترى الشركة أن تطوير نماذج شفافة يزيد من العدالة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تصاعد النقاش حول حقوق الملكية الفكرية.
قضايا حقوق النشر تضغط على الشركات
واجهت مايكروسوفت دعاوى قضائية بسبب استخدام بيانات محمية بحقوق النشر لتدريب نماذجها.
من أبرزها دعوى صحيفة نيويورك تايمز التي اتهمت مايكروسوفت وOpenAI باستخدام مقالاتها دون إذن.
كما رفع عدد من المطورين قضايا ضد مشروع GitHub Copilot بدعوى استخدام شيفراتهم دون تصريح.
دعم المفهوم الأخلاقي “كرامة البيانات”
يشارك في هذا المشروع جارون لانيير، الباحث المعروف في Microsoft Research.
يرى لانيير أن كل إنتاج رقمي يجب أن يرتبط بالبشر الذين ساهموا في إنشائه.
كتب في مقال له:
“إذا طلب المستخدم فيلمًا كرتونيًا لأطفاله في عالم من القطط المتكلمة، فقد يكون من الضروري الاعتراف بمَن ساهم من الرسّامين والمصممين في تحقيق هذه الرؤية.”
شركات بدأت تعويض مقدمي البيانات
تبنّت شركات مثل Bria وShutterstock نماذج لتعويض مقدمي البيانات.
صرّحت Bria أنها تدفع تلقائيًا للمساهمين بناءً على مدى تأثير بياناتهم.
كما تدفع Adobe تعويضات دورية، رغم أن التفاصيل تظل غير واضحة.
الانفصال بين الواقع والتصريحات
رغم وعود بعض الشركات بتطوير أدوات شفافة لتوضيح استخدام البيانات، مثل أداة OpenAI التي أُعلن عنها منذ عام، لم تُطلق هذه الأدوات فعليًا.
لذلك، يرى بعض المحللين أن مشروع مايكروسوفت قد يكون مجرد وسيلة لتحسين صورتها، أو للوقاية من قرارات تنظيمية قادمة.
البيئة القانونية تضغط نحو تغيير السياسات
تطالب شركات مثل Google وOpenAI الحكومة الأمريكية بتعديل قوانين حقوق النشر لتخفيف القيود على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، يصر المبدعون على ضرورة حماية أعمالهم وضمان حصولهم على حقوقهم.
