إنتل تبدأ حقبة جديدة مع تعيين الرئيس التنفيذي الجديد ليب-بو تان

في خطوة جديدة نحو إعادة تشكيل مستقبلها، أعلنت شركة Intel عن تعيين ليب-بو تان، أحد كبار المخضرمين في قطاع أشباه الموصلات، كرئيس تنفيذي جديد للشركة، وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من تقاعد بات غيلسنجر وتخليه عن عضوية مجلس الإدارة.
شارك الان

في خطوة جديدة نحو إعادة تشكيل مستقبلها، أعلنت شركة Intel عن تعيين ليب-بو تان، أحد كبار المخضرمين في قطاع أشباه الموصلات، كرئيس تنفيذي جديد للشركة، وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من تقاعد بات غيلسنجر وتخليه عن عضوية مجلس الإدارة.

خلال الفترة الانتقالية، تولى ديفيد زينزنر، المدير المالي للشركة، وميشيل جونستون هولثاوس، نائبة الرئيس التنفيذي لعلاقات العملاء، قيادة الشركة بشكل مشترك.

يأتي هذا التعيين في وقت حرج بالنسبة لعملاق وادي السيليكون، إذ عاشت إنتل سنوات مضطربة شملت تحديات كبرى وتقلبات في السوق، ما يجعل مستقبل الشركة الآن أكثر غموضًا من أي وقت مضى.


نظرة على مسيرة غيلسنجر وإرثه في إنتل

عندما تولى بات غيلسنجر قيادة الشركة في فبراير 2021، كانت Intel تعاني من تراجع حاد في المنافسة على صعيد تصنيع الرقائق الإلكترونية، وتخلفها الواضح عن أبرز منافسيها مثل AMD وTSMC.

من بين أبرز أسباب هذا التراجع:

  • فشل الشركة في اللحاق بـ ثورة الهواتف الذكية.
  • أخطاء جسيمة في تصنيع الرقائق على مدار سنوات.

في نفس الفترة، شهد قطاع أشباه الموصلات سلسلة من عمليات الاستحواذ الكبرى، مثل:

  • استحواذ AMD على Xilinx مقابل 35 مليار دولار.
  • استحواذ Analog Devices على Maxim مقابل 21 مليار دولار.

خطة التحديث IDM وضربة البداية

مع بداية غيلسنجر، أعلنت الشركة عن خطة تحديث طموحة تحت مسمى IDM (تصنيع الأجهزة المتكاملة)، بدأت باستثمار قدره 20 مليار دولار لبناء مصنعين جديدين في ولاية أريزونا بهدف زيادة إنتاج الرقائق داخل الولايات المتحدة.

ثم تطورت الخطة في 2022 لتشمل:

  • تصنيع داخلي عبر مصانع إنتل.
  • الاستعانة بمصنّعين عالميين من الطرف الثالث.
  • بناء خدمات المصانع (Foundry Services).

ضمن هذه الاستراتيجية، قررت إنتل الاستحواذ على Tower Semiconductor مقابل 5.4 مليار دولار، إلا أن الصفقة فشلت في صيف 2023 بسبب عوائق تنظيمية، ما شكّل انتكاسة كبيرة لخطط التوسع.

لاحقًا، في سبتمبر 2024، قامت الشركة بتحويل قسم المصانع (Intel Foundry) إلى شركة فرعية مستقلة.


تحديات نهاية عهد غيلسنجر

قبيل مغادرته، تراجعت قيمة سهم إنتل بنسبة 50% بين بداية 2024 وديسمبر، كما أعلنت الشركة في أغسطس عن تسريح 15,000 موظف – ما يعادل 15% من إجمالي قوتها العاملة – بعد نتائج مالية مخيبة للربع الثاني من 2024.

وصرح غيلسنجر حينها أن الشركة لم تستفد من طفرة الذكاء الاصطناعي كما فعل المنافسون، رغم تضخم عدد الموظفين.

كما شهدت الشركة:

  • تأجيل افتتاح مصنعها في أوهايو مجددًا.
  • إلغاء إطلاق رقائق Falcon Shores الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

عودة الأمل مع تان ودعم حكومي كبير

رغم هذه التحديات، يبدو أن الرياح بدأت تهب في اتجاه جديد. فقد حصلت إنتل مؤخرًا على دعم مالي ضخم من وزارة التجارة الأمريكية بقيمة 7.865 مليار دولار كجزء من قانون الرقائق والعلوم الأمريكي (CHIPS and Science Act)، حيث استلمت بالفعل 2.2 مليار دولار حتى الآن.

أيضًا، حققت الشركة إنجازًا مشجعًا بفضل بطاقة الرسوميات Arc B580، التي نفدت من الأسواق بعد تقييمات إيجابية.


هل تكون هذه بداية التحول؟

مع تولي ليب-بو تان زمام الأمور، والتركيز على التوسع في الإنتاج المحلي، قد تتمكن إنتل من استعادة مكانتها في سوق الرقائق الإلكترونية. التحديات باقية، ولكن الدعم الحكومي والتحركات الاستراتيجية الجديدة قد تعيد إنتل إلى واجهة المنافسة العالمية

شارك الان